نبذة تاريخية عن الحضارات العراقية القديمه
د. سمية عبد الوهاب محمد
sumaya.abd2204p@cofarts.uobaghdad.edu.iq
mimi_
alt@mtu.edu.iq.com
964+
07906401234
مقدمة عن التأريخ العراقي القديم بدءاً من
الحضارة السومرية والآشورية والبابلية وصولاً الى الحضارة الاسلاميه دليل اهتمام
الانسان الرافديني بالحلي ، وتحديد وتشخيص خصائصها الشكلية والجوهرية ، النظام
التصميمي المتبع في الفن العراقي المعاصر وكان لها حضور في ذاكرة المصمم الصناعي والمقتني على حد سواءف قد تم
طرحها وفق تسلسلها التاريخي ( الحضارة السومرية والآشورية والبابلية ).
الحضارة
السومرية
مما لاشك فيه ان في تناول الحديث عن حضارة بلاد
الرافدين ، لا بد من التطرق من صنع هذا الشموخ الحضاري والمحصلة إن الانسان السومري يتصدر مركز الصدارة مقارنةً للأقوام التي سكنت العراق القديم
، فضلاً عن الأقوام المختلفة الأخرى . لقد عاش الانسان السومري في الجزء الجنوبي
من السهل الرسوبي لبلاد الرافدين وقد جاءت تسميتهم من اسم بلاد سومر ، وهي المنطقة
التي سكنوها وقد أطلقوا عليها اسم ( كي إن كي KI-EN-GI) التي تعني حرفيا ارض سيد
القصب ([1])
.
وإن مصطلح KI-EN-GI يرجع الى اسم قديم من
أسماء مدينة نفر والتي تعد من اهم المدن السومرية كونها مركز العباده واحتوائها
على معبد الاله ( إنليل ) ؛ في حين يذهب آخر الى ان المصطلح هو مقطع مركب يتألف من
الكلمات (Ki
= بلد ) و( انكي = الإله انكي اله مدينة اريدو ) ليصبح المعنى كاملا ً ارض أو بلد
الإله انكي ([2])
. في حين اطلق عليها الاكديون مات شوميريم
( Mat Sumerim)
والتي تقابلها بالسومرية كلمة ( KA-LAM) التي تعني بلاد السومريين) [3] ) ، وورد اسمها
في التوراة بإسم( سهل شنعار ) ([4]).
وأكدت بعض
الدراسات في بيان أصل السومريين مستنداً على
اللغة وإلى الآثار الفخارية او الهياكل العظمية ولم يتوصل البحث العلمي
والتنقيبات إلى نتيجة مفادها إنحدار السلالات البشرية المعاصرة لا تمت بالجنس
السومري بأي صلة مباشرة ([5])
.
هناك من لاحظ ان
السومريين يستعملون في لغتهم لفظة ( كـــُر Kur) بمعنى جبل او بلاد ؛
والجبل من المظاهر الطبيعية غير المتوفرة في بيئة السومريين في جنوب بلاد الرافدين
، مضافاً الى ذلك ظهور المصطبة ( الزقورة ) التي صارت المعابد تبنى فوقها كشكل
يوحي الى الحياة الجبلية ([6])
، كما لاحظ بعض الباحثين ان السومريين اهتموا برسم الاشكال الجبلية العالية
والحيوانات الجبلية على الاختام الاسطوانية ، كما نعتت بعض الالهه نعوت حيوانات
جبلية مثل وعل الابسو الذي كان يطلق على الالة ( انكي = أيا) ، وكل هذه الملاحظات باجتماعها
دفعت البعض الى القول بان السومريين نزحوا من مناطق جبلية الى السهل الرسوبي في
العراق وصولا ً الى سواحل الخليج العربي([7]).
ولابد من
طرح إن الفن في وادي الرافدين كان إرثاً
لفن السحر والدين امتد من عصور ما قبل التأريخ تحول من الرغبه السحرية إلى الرغبة
الدينية لقيادة المجتمع ممتزجة برغبة ثانية الا وهي (خلود الذكر) التي تمخضت عن
الرغبة الأصلية في الخلود(3) .
فقد أتخذ السومريون المنهج التجريبي ، في البدأ
بالجزئيات ومن ثم الانتقال إلى الكليات ، بالتركيز على الأجزاء والناتج هو الكل
وكانت التجربة هي أساس المعرفة ، والسومريون تجريبيون مثاليون فهناك توجه واضح نحو
القيم المثالية المطلقة انعكاسا لبنيتهم الفكرية ، ويعتمدون التناظر والمحورية
والأشكال المطلقة([8])
.
ويصنف ( هربت
ريد) الفن وعلاقته بالمجتمع بعده فناً اجتماعياً كونه يقدم توضيح لأفكاراً
تخص الطبيعة المقبولة للفرد والمجتمع ولابد إن يكون (هادفاً ، تربوياً ،
طقوسيا ً، اختبارياً ) وبالأصل ذا طبيعة دلالية (2) .
وازدهرت الفنون
وتطورت نتيجة لإزدهار الحضارة في العراق القديم وتحديداً في مدنه السومرية
المختلفة إذ كان الفنانون يصوغون أعمق المفاهيم الفنية ويقدمون للعالم انفس
الاعمال الفنية والتي بقيت حتى يومنا هذا مثار للإعجاب إن قصة نشأت هذا الفن
العريق وتطوره لم ياتي اعتباطاً وإ نما كانت هناك مسارات موفقة لهذا النمو والتطور
ففي لقى العصر الحجري القديم ابتكر الانسان العراقي الخرز المحززة والمنقوشة في (
تل الصوان) جنوب سامراء في الالف السادس قبل الميلاد تحديداً تم العثور على انواع
مختلفة من اللازورد والعقيق والشذر والصدف والعظام وكانت هذه اللقى تعلق على رقاب
التماثيل بواسطة الاصماغ النباتية او القير الذي كان يستخرج من عيون النفط
المنتشرة في سهل جنوب العراق ( شنعار) أن في استعمال هذه القلائد والحلي الزجاجية
مثل التطور الاجتماعي وخطوة بإتجاه الرقي الجمالي لدى الفرد العراقي إضافة إلى
أنها شكلت بدايات أولية لنمو الشعور
الديني إذ تولد لديهم إعتقاد بأن هذه الدمى لها القدرة خفية على التأثير بمصير
الانسان لهذا فإنهم كانوا يقدمون هذه القلائد النفسية تقربا ودرءاً لشرها المحتمل
.
لقد عثر المنقبون في مقابر ( اور) على مجموعة من القلائد النفيسة
المكونة من الحجر ( السليماني) النادر المؤطر بالذهب والمرصع باللؤلؤ ، وعثروا
أيضا على خرز من العقيق الاحمر مربوطة بسلك متين مصنوع من الفضة وقد كتبت كلمات
مسمارية على الحجر ( السليماني ) تشير إلى ان ملك ( اور) الذي كان يسمى ( امرس)
قدم هذه القلادة النفيسة إلى رئيسة الكاهنات في معبد ( آي أنا) لإمتلاكها تأثيرا
دينيا على ابناء المدينة ([9]) والشكل (1) يوضح فيه القلائد السومرية.
ويشكل الفن والإبداع قيمة جمالية مظهراً للتطور الحضاري
الذي وصله العراقيون القدمماء إنموذجاً لثورة علمية لا تقل عما وصلته البشرية في
قرنها الحادي والعشرون مع حساب فارق الزمن والقلائد والمنمنمات والدبابيس والتراجي
والخواتم كانت مكملات لزينة المرأة آنذاك . إن ما وصل الته ( أور) قبل ( 2450 ق. م ) شكل حالة متطورة في الصياغة والتطعيم إذ اكتشف المنقبون في المقبرة الملكية في
المقبرة الملكية في اور 1982 نماذج رائعة وتثير الإعجاب لقلائد من العقيق
واللازورد والتي كانت تزين رقاب النساء وشعورهن من ملكات وأميرات وحتى كاهنات
المعابد ففي قبر ( مس كلام دك ) وقبر الاميرة ( مو آبي ) عثر على مصوغات ذهبية
واحجار كريمة تعج آية في الإبداع وتدل على الحالة المتميزة التي وصلها فنا الصياغة والتطعيم قي المدن السومرية
المختلفة ، في مدينة ( كيش ) السومرية عثر على قلائد من خرز
طويلة معينية الشكل ومدورة مصنوعة من حجر كلسي ملون إضافة ما وجد في ( تل
خفاجي) في في ديالى و ( تل أجرب ) ويعود زمن هذه القلائد إلى منتصف الالف الثالث
كل هذه القلائد والخرز النفيسة تشير بوضوح إلى حالة الإبداع الفني للفنان العراقي
وتؤكد في الوقت نفسه نمو عنصر الخيال في نفسية الفنان العراقي قديماً مما أهله لأن
يكون قائداً مبكراً لمسيرة الحضارة الانسانية ويعكس فضل العرافين على البشرية
وكيف أنهم تحملوا مسؤولية نقل البشرية من
عصور الهمجية والتوحش إلى عصور الرقي والحضارة والسمو المعرفي وهذه المقتنيات التي
وصلتنا تشكل جزءاً يسيراً مما تركوه للأجيال وتدل ايضا على عظمة الحضارة التي
ابتكروها . إن الحضارة العراقية هي حصيلة لجهود العراقيين القدماء عبر آلالاف
السنين تلك الحضارة التي اينعت ثمارها في سومر وآكد وآشور وبابل ونينوى ونفر
وخورسباد وربما حضارة تعود إلى أزمنة سحيقة وتحديداً لعصور ما قبل التأريخ إذ فاجأ
المنقب الالماني ( هرتسفلد) العالم بالحقائق التي توصل إليها من خلال تنقيباته
التي اجراها في خرائب مدينة سامراء ( سر من رأى) التي بناها الخليفة العباسي
المعتصم بالله وتحديداً تحت الاثار الاسلامية بإكتشافه للمصوغات والقلائد التي
تعود إلى عصر ( دور الصوان) هو الحد الفاصل ما بين الارض والكنيسة والارض الغرينية التي كانت تشكل عموم بلاد سومر وأكد وبابل
والشكل (2) يوضح فيه القلائد المقصبة ([10]).
الحضارة البابلية
تقع
مدينة بابل على نهر الفرات الذي كان يمر في وسطها تقريبا ويخترقها من الشمال إلى
الجنوب ، مستطيلة الشكل يحيط بها سوران وخلفهما خندق ماء وللسور الداخلي ثماني
بوابات ومن أشهرها ( بوابة عشتار) ا لتي
تمر منها المواكب الملكية البابلية ،
تفردت حضارة بابل العظيمة بقصورها الضخمة التي تقع خلف جداري شارع الموكب ،
كان القصر الشمالي أوسع القصور ، والقصر
الجنوبي يقع مدخله في شارع الموكب أما القصر الصيفي فهو أكثر القصور ارتفاعا بحيث
سمي(جبل بابل) ، وقد اكتشفت ( الجنائن المعلقة) في مدينة بابل وتعتبر أحدى عجائب
الدنيا السبع في العالم توج نبوخذ نصر 605 ق.م على بابل وكان عهده أزهى العهود في
تاريخ العراق القديم أنتشر نشاطه العمراني في جميع أنحاء العراق ، إذ إعاد بناء
المعابد في كل مدينة ذات شأن وأعاد بناء مدينة بابل وصارت عنوان حضارة وادي
الرافدين ، ومركزا للعراق لخمسة عشر قرنا وعاصمة لعشر سلالات والشكل (3) يوضح شارع
الموكب بابل (بابل) متحف البرغامون – برلين 360.
وإن الفنان أستخدم الرموز الجزئية
كدلالات اجتماعية دينيه كان يرسم وجه اله بعين واحده تعبيراً عن الشر، والحقيقة ان
الفن البابلي بما أعطاه للأعضاء من
أمكانية كبيرة على الحركة ، إن شخوصه وأشكاله الفنية كانت على هذا النحو تأخذ
إحجامها ليس من وجودها الفعلي، بقدر ما كانت تأخذ أحجامها من دلالاتها المعنوية و
الرمزية لدى المجتمع، فقد إن تكون الأفعى طويلة
أكثر وكثر من طولها الحقيقي (11)، إن الفن الرافديني
القديم رسم الرؤية الاجتماعية التي كانت سائدة في كل عصر من العصور فالرؤية
الاجتماعية الدينية غلبت على الفنين السومري والبابلي في بلاد وادي الرافدين
فالدلالات الاجتماعية في هذا الفن تظهر واضحة في أغلب الاعمال التي كشفت عنها
التنقيبات مما جعل امكانية معرفة الظروف الاجتماعية في ذلك العصر من خلال تلك
الاعمال.
الحضارة
الآشورية.
تعتبر مدينة ( آشور) العاصمة
الأولى للأشوريين ، ويطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الآلهة (آشور) وتقع أطلالها
اليوم على بعد 80 كم جنوب مدينة الموصل في الجهة اليمنى من نهر دجلة ، وكانت مدينة
آشور سنة 1362 ق.م عاصمة الإمبراطورية الآشورية
الواسعة، وبنى شلمنصر الثالث معبدي (آشور) و (عشتار) المميزين ، تميز الآشوريين في استخدام التعدين بسبب إنفتاحهم مع الشعوب المجاورة في الهضاب الشمالية
لهذا من الممكن أن يُقال إن الآشوريين بعد
أن قوي أمرهم بسبب تحضرهم بحضارة الحديد قد عملوا على الإتصال إلى غيرهم من شعوب
سهول الشرق الأوسط . وبجانب أسبقية الآشوريين في التعرف على حضارة الحديد ، فأنه
لم تبد في الشرق الأوسط عوامل هامة تحول دون استمرار نمو قوتهم السياسية العسكرية
والاقتصادية([11])
، فضلا عن الحديد فقد اُستخدمت الفضة كمعيار ثابت في كل تاريخ بلاد مابين
النهرين باستثناء حقبتي العصر البابلي الذي كانت فيه الذهب والفضة متساويين في
القيمة، وفترة العصر الآشوري الوسيط الذي أصبح القصدير واسطة التبادل في بلاد آشور([12]).
الذهـب : عُرف بالمقطع السومري KU3-GI([13]) يرادفه بالأكدية hurasu([14]) وقد استخدم الذهب منذ الألف الرابع ق.م في بلاد الرافدين لكن استخدامه أزداد مع بداية العصور التاريخية ،
إذ دخل هذا المعدن النفيس في صناعة
التماثيل والأسلحة الخاصة بالملوك والآلهة إضافة إلى استخدامهِ في عمل الحلي
وأدوات الزينة والخيوط الخاصة بتزيين الأنسجة والملابس([15]).
الفضـة : عرفت بالمقطع السومري KU3-BABBAR([16])
يرادفه بالأكدية( Kaspum)([17])
وقد تزامنت معرفة الإنسان لمعدن الفضة مع معرفته للذهب وذلك منذ الألف الرابع
ق.م ولكنها لم تستخدم على نطاق واسع إلا
في بداية العصور التاريخية إذ دخلت الفضة
في العديد من الصناعات منها صناعة الحلي وأدوات الزينة كما استخدمت للزخرفة حيث
عملت بشكل أسلاك ثبتت على الملابس، قطع الأثاث وأبواب القصور والمعابد(1)
وكانت الفضة مقياساً لتقييم الأشياء فلقد أستخدمها العراقيون القدماء إلى جانب
معدن الذهب في عمليات التبادل التجاري ولتقييم الأجور([18]).فقد
استخدموها على نطاقٍ واسع منذ العصر الآشوري القديم وتشير إلى ذلك العديد من
المصادر المسمارية والتي تذكر أشكال وكميات الفضة المستخدمة لهذا الغرض(4).
النحـاس: عرف بالمقطع السومري (URUDU)([19])
يرادفه بالأكدية erum إذ يعد معدن النحاس من أقدم أنواع المعادن
التي عرفها الإنسان في بلاد الرافدين في حوالي الألف السادس ق.([20]) وقد دخل في عمل الآلات
والأدوات المستخدمة في الصيد والزراعة منها الفؤوس والخناجر وغيرها وكان الأسلوب
المتبع في صناعته بطرقهِ وهو بارد ، وبعد ذلك أي في نهاية الألف الرابع ق.م عرف
الحرفي عملية التلدين أي صهر المعدن ثم تبريده وبهذا تمكن من تشكيله بأحجام وأشكال
مختلفة ([21]) ، والشكل (4) يوضح بعض من
المجوهرات الآشورية.
[1] -Halloran
,John . A : Sumerian lexicon ( Version 3.0 ) http://www.sumerian.org/ . p.p.12.18.20 .
[2] - جورج رو : العراق
القديم ، ص 585 .
[3] -
Halloran ,John . A : Sumerian lexicon , p.100 .
[4]
- سامي سعيد الاحمد :
العراق القديم ، ج1 ، ص 226 .
[5] - فاضل عبد الواحد علي :
من ألواح سومر إلى التوراة ، ( بغداد – 1987) ، ص 226
[6] - هاري ساكز : عظمة بابل
. ترجمة عامر سليمان ( الموصل – 1979) ، ص 53 .
[7] - فاضل عبد الواحد علي :
من الواح سومر الى التوراة ، ص 26 .
سامي سعيد الاحمد : السومريون ، ص 6 .
عامر سايمان ،
احمد الفتيان : محاضرات ، ص 75 .
[8]
. عبد الرزاق عبد الوهاب د. جنان ، جدلية التواصل في العمارة
العراقية ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ،2003، ص179
[9] . صالح محمد جاسم ، كنوز ونفائس من تأريخ العراق القديم ، العربية
لمطبوعات الاطفال ، بغداد العراق 2018م ص25.
[10] . المصدر السابق (ص8،9)
[11] . عوض ، رياض : مقدمات في فلسفة الفن ، ط1 ، طرابلس ،
لبنان ، 1994، ص 28 .
[12]. الجادر، وليد "العجلة وصناعة
التعدين" موسوعة العراق في موكب الحضارة ج:1 1988، ص104
[13]. MDA, No.468, P.211
[14]. CAD,
“H”, P.245b.FF.
[15]. الجادر، وليد "صناعة التعدين" حضارة العراق ج2، بغداد
1985، ص250
[16] MDA, No.468, P.211.
[17] CAD,
“K”, P.127
[18]
. للمزيد عن نصوص سلالة أور الثالثة يراجع: Salonen, Op.Cit. , P.250
[19] Ibid,
P.251
[20]
إسماعيل، بهيجة خليل. " المستعمرات
التجارية الآشورية في الأناضول " مجلة النفط والتنمية العدد 7-8 1981، ص52
[21] Maryon, H and
Plenderleith, H.J “ Fin Metal Work ” in C. Singer, A History of Technology.
Vol “1” Oxford, 1958, P.624