الخامة وتأثيرها على المنجز الفني
يعد العمل الفني التشكيلي موضوعاً مادياً له شكل محدد وهو بالأحرى فكرة تُبنى على أساس شيء مادي كأي إبداع جديد كامل تبتكره الفاعلية الخلاقة للفنان .
يعتبر جوهر العمل الفني نشاط مؤلف من أفعال شعورية خاصة بالفنان تعلن عن نفسها بقوة من خلال عمليات بدنية خاصة توجهها إدارة الفنان التي تبدع أو تحول موضوعاً بدنياً معيناً – مادياً بعد أن تمنحه الشكل الذي يصبح بموجبه الأساس الوجودي العمل نفسه .
والعمل الفني هو الموضوع القابل للإدراك الحسي ، حيث يوجد لدينا بعض الإحساسات الباطنية المخزونة في شعورنا، ولكون هناك من يعرف العمل الفني بأنه (المادة المتشكلة) التي تحمل صورة معينة، وليس هناك من شك إن ما يخلع على الشيء صلابته ، وكثافته هو (مادته) فالشيء هو تلك المادة المعينة التي اكتسبت صورة أو مظهراً خارجياً .
ومن هذا يمكننا أن نفهم إن الشيء ما هو إلا ثمرة لامتزاج المادة والصورة ، وهو الذي يتجاوب مع طبيعة الموضوعات التي نلتقي بها في تجربتنا العادية، سواء كانت موضوعات طبيعية (عفوية) أم موضوعات صناعية (فنية).
تبرز المادة بصورة جلية من خلال قيمتها الجمالية والتي يتحدد أساسها ضمن علاقتها المتبادلة مع كل شيء آخر في العمل الفني ، ذلك انه المادة تعتبر احد العناصر الحية أو المادية التي تدخل في بيئة الأعمال الفنية ، ويؤكد الاختيار الواعي لنوعية الخامات على الدلالات الجمالية والتعبيرية وعلى المظهر الحيوي والتي لها أثرها المهم في طبيعة الشكل الفنية.
نخلص للقول إن لكل فن دور في إظهار طبيعة المادة المستخدمة في عملية التنفيذ ، قد تكون لفظاً أو صوتاً أو حركة أو حجارة ...الخ، والمادة لا تكتسب صبغة فنية فتصبح مادة استطيقية ( جمالية ) إلا بعد إن تكون يد الفنان قد امتدت إليها فخلقت منها محسوساً جمالياً. أي إن الوعي الفني والنفسي يعلب دورا هاماً في إعداد المادة إلى نتاج فني، إذ انه لكل مادة مضامين روحية وقدسية إن أمكن التعبير.
بقلم / عـــدي علـــــي حمّـــــــــاد