معارك نشر الاسلام خارج شبة جزيرة العرب
الباحث عبد الله عبد الرحمن
Battles to spread Islam outside the Arabian Peninsula
Researcher Abdullah Abdul Rahman
غزوة مؤته في السنه 8هـ :
اختلف المؤرخون في سبب هذه الغزوة فمنهم من قال ان النبي(صلى الله عليه واله)بعث خمسة عشر رجلاً للتبشير بالاسلام ودعوة الناس إلى الايمان به ،فوجدوا جمعاً فدعوهم إلى الاسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبال،فلما رآى ذلك اصحاب النبي(صلى الله عليه واله)قاتلوهم حتى قتلوا فافلت منهم رجل جريح واخبر النبي(صلى الله عليه واله) .
وقيل ان الرسول(صلى الله عليه واله)بعث الحارث بن عمير الازدي إلى ملك بصرى الحارث ابن ابي شمر الغساني يحمل كتاباً اليه فقبض على سفير النبي(صلى الله عليه واله) في مؤته وقتله مما اغضب الرسول (صلى الله عليه واله) .
لذلك امر النبي(صلى الله عليه واله)في جمادي الاول بالتجهيز للخروج إلى مشارف الشام في ثلاثة الاف رجل وعين القائد جعفر بن ابي طالب فان قتل فزيد ابن حارثة فان قتل فعبد الله بن رواحة فان اصيب فليرتضي المسلمون بينهم رجلاً عليهم .
وقد خرج النبي(صلى الله عليه واله)مع اصحابه مشيعاً لهم،ومضى المسلمون حتى وصلوا إلى ارض معان من ارض الشام فبلغهم ان هرقل قد نزل مآب من ارض البلقاء في مئتي الف من الروم ومن انضم اليهم من عرب الشام فتوقف المسلمون لدراست الموقف فاقترح البعض بالكتابة إلى الرسول(صلى الله عليه واله) لكن عبد الله بن رواحة شجعهم ودعاهم لملاقات عدوهم،فاقتنعوا بكلامه فقرروا خوض المعركة عند موضع يدعى مؤته .
وقد تواجة الجيشان فبدأت المبارزات الفردية أولاً فقتل جعفر بعد قتال طويل ثم قتل زيد ابن حارثة ثم عبد الله بن رواحة ،فاختار الجنود خالد بن الوليد قائداً،الذي استطاع ان يعود بالمسلمين إلى المدينة .
ويبدو ان فشل حملة مؤته لم يكن له تاثير كبير على المسلمين او سياستهم تجاه قبائل الشام،لذا فقد قام الرسول(صلى الله عليه واله)بارسال حملة لمهاجمة بعض القبائل التي قاتلت ضد المسلمين في مؤته،وهكذا فقد استطاع النبي(صلى الله عليه واله) ان يشعر القبائل العربية المتواجدة في شمال شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام بوجود الدولة العربية الاسلامية وقوتها .
غزوة تبوك في السنه 9هـ :
اقام الرسول(صلى الله عليه واله)في المدينة إلى رجب من السنة التاسعة ثم امر المسلمين بالتهيؤ لغزو الروم فلبوا نداءه رغم ماهم عليه من عسر وشدة من الحر وجدب في البلاد،ولم يتخلف سوى المنافقين،وحث النبي(صلى الله عليه واله)اغنياء المسلمين للانفاق على هذه الحملة وقد سمي هذا الجيش بجيش العسرة وخرج الرسول(صلى الله عليه واله) بالمسلمين إلى تبوك واستخلف علي بن ابي طالب (عليه السلام) على اهله الا ان المنافقين استغلوا ذلك فرصة لنشر الشائعات والاقاويل في عدم اصطحاب النبي(صلى الله عليه واله)للامام علي (عليه السلام) معه في الجيش مما جعل الامام يسير إلى الرسول(صلى الله عليه واله)ليساله عن هذا الامر فقال الرسول(صلى الله عليه واله) : ((أفلا ترضى ياعلي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي))
ولم يلق المسلمون اي مقاومة تذكر،ورآى النبي(صلى الله عليه واله)ان الوقت مناسب للاتصال ببعض حكام ورؤساء المناطق الحدودية ليعقد معهم معاهدات ليامن جانبهم ،فقدم يوحنا بن رؤبة زعيم أيلة إلى النبي(صلى الله عليه واله) واعلن عن طاعته وقبل ان يدفع الجزية سنوياً ويبقى على دينه المسيحي،كما صالح النبي (صلى الله عليه واله)اهل اذرح والجرباء على الجزية،وارسل النبي(صلى الله عليه واله) خالد بن الوليد إلى اكيدر بن عبد الملك لاخضاعه فتمكن من السيطرة عليه واحضار اكيدر إلى الرسول(صلى الله عليه واله)واعلن خضوعه وقبل بدفع الجزية والبقاء على دينه .وامضى المسلمون بتبوك عشرين يوماً،ثم عادوا إلى المدينة ،وكانت غزوة تبوك اخر غزوة خرج فيها رسول الله(صلى الله عليه واله) محارباً .
اما نتائج غزوة تبوك :
1- ابراز مكانة وسمعة الجيش الاسلامي في المناطق الخارجية،مما اثر في القبائل فتسارعوا بالوفود على الرسول(صلى الله عليه واله)بعد عودته من تبوك.
2- ضمان امن الحدود بعد توقيع المعاهدات والاتفاقيات مع حكام تلك المناطق.
3- تمهيد الطريق للمسلمين لفتح الشام بعد ذلك.
4- تمييز المؤمن من المنافق .