الوظيفة واهميتها في التصميم الداخلي

 



 الوظيفة واهميتها في التصميم  الداخلي  :

د. حيدر احمد علي

haider-ahmad@mtu.edu.iq

haideralani9191@gmail.com

0096407730001222


يهدف التصميم الجيد الى تمكين البنايـة مـن تـأمين الحاجة والمنفعة المطلوبة وعندما لا يؤدي التصميم وظيفتـه المطلوبة فان ذلك يكون هـدراً او قـد تحـول البنايـة الـى استخدامات اخرى تلائمها ، ولتامين قيـام البنايـة بوظيفتهـا حسبما هو مخطط لها فان ذلك يتطلب دراسة كيفيـة العمـل ضمن البناية المتعلقة بالفعاليات والاحياز والا شخاص لخلـق الجو العام الصحيح ولايعني هذا طبعـاً ان يكـون التـصميم ميكانيكياً كما هو الحال في تصميم اعمال الخدمات في بناية ما بل ان توزيع الكتل والاحياز يجب ان يغلفـه العمـل الفنـي بمراعاة مبادىء التصميم والعمل الابداعي ، اي ان المهم هو ان يؤدي التصميم الوظيفة المطلوبة ، بصورة عامة فلا تكون الوظيفة خالقة وصائغة للشكل ولا يكون الشكل ناسخاً للوظيفـة وانما يكون التصميم تركيباً من الاتجاهين يؤمن الوظيفة عامة باشكال فنية .
نتفق جميعاً على ضرورة خلق ابنية بفضاءات وظيفيـة تحمل شروط الراحة والامان مع منظومة متكاملة من الخدمات ، ولكننا يجب ان لا نكتفي بذلك بل ينبغي ان نعمل لجعـل البيئـات التي نصممها مشرفة لمستخدميها وبمثابة لـسان حـالهم ، وهـذا يستوجب بالتاكيد فهماً دقيقاً لطبيعة المعاني التي يصبغها المنتفعون على الابنية والاثاث وعناصر التصميم الاخرى كما يجب ان نفهم جيداً كيفية تأثير العناصر الفيزياوية من خلال المعاني التي تحملها على مشاعر الناس واحاسيسهم. ويعرف الفضاء على وفق ذلـك بانـه " فـضاء حاجـات الانسان للحصول على علاقة وثيقة في بيئته ولجلب نظام ومعنى لعالم الافعال والاحـداث " ، حيـث ان عمليـة الابتكـار يمكـن اخضاعها الى التصميم النفعي اولاً ثم الى التصميم الجمالي ، ومن هذا المنطلق فان هناك ثلاث وظائف رئيسة يجب مناقـشتها تهـم المصمم الداخلي والمعماري بصورة خاصـة ، خـصوصاً عنـد تعاملهم مع اية بناية مطلوب تصميم فـضاءاتها الداخليـة وهـذه الوظائف او الاغراض الوظيفية هي الوظيفة التشغيلية ، الوظيفـة البيئية والوظيفة الرمزية وغالباً ماتتغلب احد هذه الوظائف علـى الوظيفتين الاخرتين في سياق التطور الحاصل في فترة اسـلوبية معينة .
من ضرورات التصميم الداخلي خلق ابنية بفضاءات وظيفية تحمل شروط الراحة والامان مع منظومة متكاملة من الخدمات .

         



 

الوظيفة التشغيلية :

o    من الذي سيستعمل المبنى ؟

o    كـم عـدد النـاس الـذين سيشغلونه ؟

o    ماذا يفعلون حين يكونون داخله ؟

هـذه بعـض الأسئلة التي تنتظر الإجابة عنها ضمن الوظيفة التشغيلية لبناية ما . وان على المصمم الداخلي في هـذا المجـال ان يـصمم فضاءاً ملائماً للمتطلبات التـشغيلية للمـستخدمين ، تتـضمن :

 

 

·      انساق الحركة في الفضاء .

·      أحجام الغرف وأشكالها .

·      موقـع المساحات المتنوعة المخصصة للنشاط .

·      مظهـر الحـائط ، الارضية ، الـسقف ، الـصوتيات ، التوصـيلات المائيـة .

·      الإضاءة والتهوية.

ان مشكلة بسيطة مثل المشكلة الخاصة بطريقة وصـول الزوار والمستخدمين للبناية الى الأدوار العليا تحتـل أهميـة رئيسة في تطور التصميم الداخلي.


 الوظيفة البيئية :
على المصمم ان ياخذ بنظر الاعتبار ان المبنى لا يكون عبارة عن ماكنة قديرة مصممة لتسهيل نشاط مستخدميه فحسب لكنه بيئة ايضاً يقضي فيه عدد من البشر اقل او كثـر معظـم اوقاتهم ، وعليه فانه ينظر الى الناس وفق تـأمين احتياجـاتهم البدنية والعاطفية والجمالية والنفسية ، فالضوء واللـون وحجـم الغرفة وانواع المواد المستعملة ،كلها قد يكـون لهـا تاثيراتهـا البيئية في الاستجابة البدنية والنفسية لبيئة المبنى .وبذلك يتم الربط بين النشاط الانساني والبيئة في تعريف البيئة  والذي ينص على انها نظام ونسق ذو فئـات واصـناف معرفة ثقافياً Culturally   ضمن حيز مكاني ، حيـث ان كـل صنف يعرف فعالية او نشاطاً  Activity  او مكاناً Place  او شيئاً ملموساً  Thing ويرتبط بتصرف انساني Behavior Human تجاهه ، وان بنية البيئة وشكلها تـستند علـى منظومـة مـن العلاقات الفضائية    Relationships Spatialالمتكـررة بـلا نهاية ضمن تراكيبها وأصنافها المكونة لقوانينها البنيويـة ، وان كل بيئة تأخذ بنيتها وتشكيلها من خلال ملايين الأنـشطة التـي  يقوم بها الإنسان حيث ان هذه الأنشطة والفعاليات نفسها توجـه من خلال ربط الافكار المسبقة التي يحملها هولاء النـاس فـي أذهانهم في وقت انجاز ذلك النشاط أو الفعالية .

            

ان أيجاد البيئة يعتمد مباشرة علـى الجانـب الجمـالي للتصميم المكاني الداخلي للبناية ، كما هو الحال فـي الأشـكال الفنية الأخـرى فــان المــصمم الداخلي يعنـى بخلــق هــذا التنظيم الجمالي محاولاً استعمال الشكل والنسيج واللون في نظام مكاني ، لكن هذه العناصر التشكيلية هـي ذات علاقة ببعضها وهي جزء منها ، نابعة من هيكل البنايـة ذاتهـا وهو بدوره ذو علاقة بالوظيفة التشغيلية .
ويعبر المعماري المعاصر ريتشارد نيوترا عن وجهة نظره فـي هذا المجال حين يشرحها في كتابه " العيش من خلال التـصميم " فيقول : في امكنة السكن البشري ينجم الحافز الداخلي من تصميم الغرف والموجودات فيها ، المحيطة بنا ، فالكرسي مع المنـضدة يحددان جلستنا وكذلك الأريكة التي نقرأ عليها مع مصدر ضوئي ، هل انها موضوعة بصورة ملائمة او غير ملائمة ، قـد تكـون الأريكة مثلاً موضوعة في مكان يؤلف علاقة غير حيوية مع نافذة فخمة فنضطر الى ان نمد أعناقنا بعيداً لنتمتع بالمنظر وراءها . ان مشكلات الموقع تتحلى بعدد كبير من التجارب الحسية الأخرى للرؤية التي توجه وتعتني بأجسامنا وأعيننا .

 

الوظيفة الرمزية :
ان العمارة هي " الاستعمال الجيد للفضاءات ، انها ملء المساحات الموضوعة من قبل المستخدم ، انها خلق الفضاءات التي تثير شعوراً بالاستخدام الملائم " هذه هي كلمات لـويس كان المعماري الأمريكي المعني بالوظيفة الرمزية للفـضاءات وهو شأنه شأن المصممين الآخرين يدرك الحاجة الى اعتبـار البناية رمزاً    Symbol للنشاط الحاصل داخلها . فالمدرسة والكنيسة ومكاتب ودوائر الحكومة ، ينبغي ان تعني بالنسبة لشاغليها اشياء تختلف عن تلك التي تعنيهـا بالنـسبة للذين يؤمونها مؤقتا. ان الوظيفة الرمزية يعتمد جزء منهـا علـى اسـتجابة الجمهور للأشياء المصممة من قبل المصمم بوصفه الـشخص الذي يسعى لتلبية حاجات مستخدمي الأبنية ، وبعض من هـذه الاستجابة سيخضع حتماً لمفاهيم الماضي المتجسدة في الأبنية ذات القيمة التاريخية في ثقافة المجتمع المعاصر.

 

اخر منشور

منشورات شائعة