القرآن
الكريم وأثره في اللغة والأدب والشعر
مبارك محمد مبارك الساعدي
اسم
المشرف فيصل الشرايبي
جامعة
الحسن الثاني. الدار البيضاء. عين الشق
الأدب بشعره ونثره مظهر من مظاهر الحياة المختلفة، أثر فيه الإسلام
كما أثر في غير من نواحي الحياة، و الادب هو يعبر بواسطة اللغة، فلا يمكن أن نتصور
أدباً بدون لغة، وبناء على ذلك، فإن اللغة تأثرت بالإسلام تأثرا ملموساً في
طرق التعبير المختلفة، سواء كان ذلك في المفردات أو في التراكيب أو في البناء
العام.
إن الإسلام رسم الطريق للأدب ووضحه، فمن الادباء من انتفع بذلك
المنهج الإلهي، فسار على نهجه، ومنهم من لمم ينتفع بما رسمه الإسلام عن طريق
القرآن، وانما رجع الى تقليد الجاهلين، والسير على نهجهم، كما حصل من بعض الشعراء
في صدر الإسلام وما بعده وهؤلاء وأولئك ينطبق عليهم الحديث الشريف.
“إن مثل ما بعثني الله به عن
الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت
الكلاء والعشب الكثير، وكان منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا
منه وسقوا ودعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان، لا تمسك ولا تنبت
كلاء”.(أخرجه البخاري ومسلم).
ولقد دقق القران الكريم ألفاظ اللغة وأبعد ها عن الجفاء والغلظة،
كما حول أساليبها الى العذوبة والسلاسة، وقد أسهم المسلمون من غير العرب في رقي
أدب اللغة العربية، فبرز شعراء وخطباء وكتاب أسهموا بنصيب كبير في تو سيع الأدب
وتنويع أغراضه.
وبما أن القرآن جاء بفكر جديد، يحتاج الى شرح وتوضيح، فقد برزت
الخطابة بأساليبها الجديدة، كما توسع كتاب الرسائل في التفنن في رسائلهم، وبرزت
المناظرات بفنونها الأدبية والبلاغية فأثر القرآن الكريم في اللغة والأدب ظاهر
وجلي، وسنحاول توضيحه وشرحه، وإبراز النقاط المهمة في هذا الموضوع، وبالله
التوفيق.