فلسفة الامن الوقائي في تحجيم الظواهر السلبية
العميد الحقوقي الاستاذ :قيس فوزي حسن
فلسفة الأمن الوقائي تركز على تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع من خلال تقديم التدابير والسياسات التي تهدف إلى تحجيم الظواهر السلبية المجتمعية قبل حدوثها أو تفاقمها. يتضمن هذا النهج استخدام الوسائل الوقائية مثل التثقيف، والتوعية، وتعزيز القيم الإيجابية، وتقديم الفرص الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات المعرضة للمخاطر. يهدف ذلك إلى خلق بيئة تشجع على السلوكيات الإيجابية وتقليل احتمالات حدوث المشكلات الاجتماعية والجريمة وغيرها من الظواهر السلبية.في سياق فلسفة الأمن الوقائي، يُعزى النجاح إلى فهم عميق للعوامل التي تؤثر على الظواهر السلبية مثل الجريمة، والإدمان، والعنف، وغيرها. يتطلب ذلك تحليلًا شاملاً للظواهر المجتمعية والاقتصادية والنفسية التي تسهم في تكوين هذه السلوكيات السلبية. من ثم، يتم تصميم استراتيجيات وبرامج توجه الجهود نحو التدخل المبكر والوقاية، بدلاً من التركيز على العلاج والتدخل بعد حدوث الأضرار.
تعتمد فلسفة الأمن الوقائي على مبدأ الشراكة والتعاون بين مختلف الجهات المعنية مثل الحكومة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأفراد في تطبيق السياسات والبرامج الفعالة. كما تركز على بناء ثقافة من الوعي والمسؤولية المشتركة بين أفراد المجتمع لتعزيز التعاون والتضامن في مواجهة التحديات الاجتماعية والأمنية المشتركفي إطار فلسفة الأمن الوقائي، يُعتبر التدخل المبكر والتوجيه نحو الوقاية أمرًا حيويًا. يتضمن ذلك الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، وتوفير فرص العمل، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية، وتعزيز الحوار والتفاعل الاجتماعي الإيجابي.
تشمل استراتيجيات الأمن الوقائي أيضًا تعزيز العدالة الاجتماعية والفرص المتساوية، والحد من الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى التمييز والاستبعاد. كما تركز على تعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية والداعمة داخل المجتمعات، وتعزيز قيم التعاون والاحترام المتبادل بين أفرادها.
من خلال هذه الجهود المتكاملة والمتعددة الأبعاد، يمكن لفلسفة الأمن الوقائي أن تساهم في خلق بيئة مجتمعية أكثر استقرارًا وأمانًا، وتعزيز مستوى الرفاهية والسلامة لجميع أفراد المجتمع.ة.